في العالم العربي نعيش على القوالب الجاهزة والحكم المسبق دون محاولة ولو بسيطة لفهم الآخر أو قبوله ,فقط لأنه مختلف هذا يجعله فاسد ,والمراة المغربي لا تخرج عن هذه القاعدة اطلاقا فكلما جاء ذكر السيدة المغربية وجدنا اتهامات جاهزة ,وقوالب مجهزة خصيصا لها ,واحيانا يكون الوضع مهين وغير مقبول .
فعندما نفكر بمنطقية ودون نزعات قومية نجد ان المغربيات لا يحتجن للرجل كي تحقق ذاتها ,فهي تعتمد على نفسها في كل نواحي حياتها ما يجعلها بنظر بعض المجتمعات المحافظة عدوا وخطر يجب مواجهته طبعا هذا ليس مفاجئا على الإطلاق ,نجد مريم شديد العالمة والفلكية والأستاذة الجامعية في فرنسا ,والتي كانت أول امرأة تصل إلى القطب الجنوبي ,ونجد لطيفة النادي أول امرأة تحصل على رخصة طيران في الشرق الاوسط وافريقيا ,و سعيدة عباد اول سيدة عربية تقود القطار, ونوال المتوكل والتي لم تكن أول امرأة تشارك بالألعاب الاولمبية بل وحصلت على ميدالية ذهبية كذلك ولا ننسى أسماء بوجيبار أول امرأة عربية وأفريقية تنظم لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا ,واللائحة طويلة جدا قد نحتاج أربع مقالات وأكثر كي نذكر كل النساء المغربيات الرائدات بمجالات متنوعة ,وكانت لهن الخطوة الأولى في العالم العربي وأفريقيا .
وهناك من هن في حكومات ويدرن جامعات في أوروبا وغيرها من وزيرات وأساتذة, وأطر, اثبتوا جدارتهم العلمية والثقافية, وليس الشكل كما يحاول البعض أن تصويرهن, وصول المغربية إلى أبعد مما قد يحققه رجال البلدان الدين يهاجمون ويتشدقون بكرههم لبنات المغرب ومن جهة أخرى تجدهم يتسابقون لأخذ المغربيات كزوجات وتفضيلها عن نسائهم .
لكل هذا يمكن أن نعد الاف الاسباب لعدم اعجاب الشرق بنساء المغرب
جمال المرأة المغربية
للعجب تجد اغلب اخواتنا بالشرق يهاجمون المغربيات فيحس المتلقي أنه اعتراف ضمني منهم بتفوق المغربيات عليهن بالجمال ,وقد يكون هذا غير صحيح ,ولكن الشراسة بالهجوم توحي بدلك ,ويا للسخرية تجد ان شعرهن ومكياجهن غالبا ما تقوم به نساء مغربيات ,بل وحتى الحمام المغربي بخلطاته وتفاصيله ينقلونه إلى بلدانهن لرواجه حتى وصفات الجمال التي ابتكرتها جداتنا ,و تتوارثها المغربيات تجدها منتشرة عندهم وبكثرة .
المطبخ المغربي
تجد أن المطبخ المغربي يحتوي على اعظم فنون الطهي بالعالم بدون مبالغة ,فمزيج الثقافات بالمغرب ينعكس وبشكل جميل على البهارات والاطباق ,وحتى طرق التقديم ,والترتيب ,فمن لم ينبهر أثناء زيارته للمغرب بمحتوى الأطباق ,وترتيبها وحتى العدد ,فالتاثير البربري والافريقي والعربي ,واليهودي ,والأوروبية كلها ممزوجة بالمطبخ المغربي وبوضوح.
الشاي المغربي أخذ شهرة عالمية وبدون منازع ,وتكاد لا تجد أحدا يذكر أن الشاي صيني بالأساس ,ولكن الابتكار والتجدد و الخلطات والاعشاب المغربية ,جعلت له اصالة ومنه علامة تعرف بالمغرب بالعالم أجمع .
التحرر
قد تجد في بعض المجتمعات أن كلمة التحرر هي تهمة في حد ذاتها ,في حين أن المغربية تقود القطار والطائرة ,تجد أن بالسعودية مثلا لا تزال المراة تناضل من أجل سياقة السيارة ,وهي تستطيع طبعا واكثر, ولكن هناك قيود تمنعها من إبراز ذاتها وقدراتها هي الأخرى
وبالمقابل تجد المغربية تحصل على حرية التعبير من الطفولة وتربيتها تسمح لها بالاعتراض والاختيار ,وحتى المشاركة في القرار والتاريخ خير دليل على ذلك ولكن للاسف اغلب الناس لا يعلمون عن المغرب وتاريخه شيئا, كزوجة ابن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية التي قال عنها ابن خلدون: «كانت احدى نساء العالم المشهورات بالجمال والقرار».والسيدة الحرة التي كانت حاكمة مدينة تطوان وشفشاون وعرفت بالمقاومة والقوة والدهاء. وأمثلة كثيرة للدكاء والموهبة والابتكار وبقيت هذه أكثر الصفات المميزة للمرأة المغربية .
من لا يستطيع فهم هذه السيدة المتميزة يتهمها بالسحر وهو قالب جاهز وتصنيف مسبق ,اعتدنا في مجتمعاتنا العربية أن ننسب كل ما هو فوق مستوى فهمنا للميتافيزيقا ,وبعيدا عن هذا فلو كانت المغربيات ساحرات مقتدرات لما لا يقمن بسحر للعثور على البترول؟
الثقافة
يملكن المغربيات مهارات عالية في الاتصال ,فهي تفهم وتتحدث جميع اللهجات العربية والكثير من اللغات الأجنبية ,ان كانت الدارجة المغربية أساسا هي مزيج من الفرنسية والإسبانية ,والبرتغالية والعبرية, والأمازيغية, والعربية, وهذا ما يجعلها تجمع بين الشرق والغرب ,فهي امرأة عربية بروح أوروبية.
كما أنك تجد المغربية الشمالية تختلف عن المغربية الجنوبية ,هناك الشمالية, والجبلية ,و الكازاوية والفاسية ,والصحراوية .
. تعتقد من الوهلة الأولى أنك تنتقل من بلد لآخر في حين انك تنتقل فقط من مدينة إلى أخرى.
الرجل المغربي ملك في بيته
المرأة المغربية ذكية جدا في التعامل مع الرجل فبرغم شخصيتها القوية ,وتعليمها الذي يبدأ من الطفولة من الام ,والجدة والخالة فهي دائما ما تحسس زوجا انه القوي وانها بحاجة اليه دائما والى حمايته ,وهذا مفتاح لدخول قلب وكسب عقل اي رجل كان ,ومهما كانت جنسيته وتربيته, فتجدها الزوجة والصديقة ,والعشيقة والحبيبة فكيف لا يتمسك بها الرجل .
في ختام هذه المقالة نحن لا نفرض على القارئ راينا المتواضع نحن فقط نضع بين ايديكم بعض المعطيات والحقائق التي يسهل التحقق منها بدون نزعة قومية ,او تحيز ,ويبقى للقارئ حرية الرأي بعيدا عن الاتهامات الظالمة, والقوالب الجاهزة التي لا تليق بالمرأة المغربية ,ولا حتى بمن يصنفونها كامرأة ساحرة ,لعوب ,كما تصورها السينما والدراما العربية ,وجعلت صورتها مترسخة بهذا الشكل ,وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة ,هذه دعوة للجميع لزيارة المغرب والتعرف عليه وعلى ثقافته وأهله وبالتأكيد لن تنس التجربة وستغير فكرتك .
إرسال تعليق