وصف الله سبحانه وتعالى الزواج بالمودة والرحمة ,فيكون في حال الاتفاق حب وفي حالة الخلاف رحمة وعطف ,فلا يجنى أحد الزوجين على الآخر ولا يحاول تحميله أكثر مما يستطيعه .
الكل يتفق على الغرض من الزواج وإن لم تفكر يوما بالغرض من زواجك فعليك ان تبدأ الآن, كان ولا زال الغرض من الزواج هو الاستمرارية وإيجاد جيل جديد ,والحصول على السعادة أثناء تحقيق ذلك, فبالرغم من ان الانسان خلق مستقلا بذاته وفكره بطبيعته إلا ان إحساسه بوجوده وأهميته مرهون بوجود الآخر .
تذكر كم تشعر بالسعادة عندما تكون سبب سعادة زوجتك, تقدم لها هدية مثلا, وتذكري انتي كم تكونين فخورة وسعيدة عندما توفرين الراحة لزوجك والسعادة ,كل الطرفين مرهونة بما يقدمه للآخر والعكس بالعكس صحيح .
يقال ان الزواج السعيد يعني الزوجة السعيدة, وهذا صحيح ولكن نجد المجتمعات الشرقية تلقي كل الأسباب على الزوجة ,والزوج بالقابل لا يقوم بأي مجهود لانجاح الزواج ,تجده يشتكي ويتذمر ولا يفعل أي شيء لإيجاد حلول المشاكل الزوجية, فكيف للمرأة ان تفهم قطبية الرجل ,وكيف يفكر وكيف يحس ان لم يكن هناك تواصل .
من المعلوم ان الرجل قطبيته البعد والقرب ,احيانا تجده يحب الجلوس مع زوجته والتحدث في كل وأي شيء وأحيانا تجده منعزل وغامض والمطلوب من الزوجة ان تفهم ذلك من نفسها بل وتغوص في شكوكها وأسئلتها.
من الناحية الأخرى تجد المرأة المزاجية والعاطفية ,فهي تارة منطلقة وسعيدة وتجد ان العالم جميل ورائع ,وتارة اخرى تجدها حزينة وكئيبة ,والسبب دائما غير واضح تماما قد يكون هرموني او عاطفي أكبر عدو للمرأة ذاتها هو شكوكها.
لكي تنجح العلاقة الزوجية لزم ان يعرف الطرفان حالة شريكه, هل الوقت مناسب للتقرب أو الابتعاد ,التغيرات المزاجية من سنن الحياة .
فالرجل يتأرجح بين احتياجه للحب ,واحتياجه للابتعاد ,والاستقلال والتقوقع ,وهذا الذي يخلق نوع من سوء الفهم, وتحاصره الزوجة وتحاول اختراق كهفه وفك لغز غموضه لانها لا تفهم ببساطة ان ابتعاده هذا طبيعي جدا .
وهو بالمقابل يحس انه محاصر وخصوصيته مخترقة ,وليس له الحق بالانعزال ,بينما عندما يتغير مزاج المرأة لسوء المزاج فتحس بفراغ داخلي وحزن غير مبرر ,مع انه احساس طبيعي غير مكتسب الا ان الرجل يترجم ذلك بطريقة خاطئة ,ويغفل الكثير من الرجال في هذه الاوقات ان الزوجة لا تحتاج إلا لمن يسمعها ,ويقدر احساسها مهما كان الموقف تافه او غير حقيقي بالنسبة له ,فهي لا تريد حلول بل تطلب التعبير عن ذاتها فقط .
الانفجار الحقيقي يحدث ويصعب إيجاد حل المشاكل الزوجية عندما يحاول احد الطرفية ارضاء الاخر بإعطائه الحلول التي تناسبه هو
مثلا الرجل يحب الانعزال والهدوء ,في الوقت الذي يرى فيه زوجته منزعجة فهو يحاول ان يوفر لها المساحة والفرصة للانعزال ,والعكس بالعكس صحيح .
من أهم أسباب المشاكل الزوجية المستمرة اننا لا نحاول فهم الطرف الآخر وأننا خلقنا مختلفين احتياجاتنا ليس واحدة .
المرأة تبحث عن الطمأنينة والحب ,تحتاج الى مصدر قوة وشخص تستطيع الاعتماد عليه في كل الأوقات ,وموجود دائما من اجلها, تحتاج الى من تضعف امامه ولا تخاف من الأحكام ,ومن تسلمه مسؤوليتها وتسترخي وتتكلم دون أي ضغوط.
والرجل يحتاج بالمقابل ان يكون له الحق والتقوقع والانفراد بنفسه دون اي مشاكل ان يحس بقوته وأن المرأة تحتاجه .
خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين وهذا سبب نجاح اي علاقة زوجية جيدة خلق مساحة للطرف الاخر ,ان يكون نفسه ولا نفرض عليه ما يريحنا نحن ولا نحاول استعمال الابتزاز العاطفي ,والنفسي فالزواج سكينة وستر وسند.
إرسال تعليق